من نحـــــــــــــــــــن

مؤسسة إقليميّة أقيمت عام ٢٠٢٠ تسعى إلى دعم الإنتاج الصحفي والمعرفي من المنطقة العربية وخلق مساحة تبادل وإنتاج فكري وثقافي نشط وراديكالي بين تحالف من المؤسسات والمبادرات الإعلاميّة المستقلة والأفراد.

  يجتمع هذا التحالف في إطار رؤية سياسيّة واجتماعية تؤمن بأهمية تقديم محتوى نقدي يُساهم في تشكيل رؤيا تحررية لمجتمعاتنا في بلادنا والشتات.

نؤمن في هذا التحالف بأهمية فاعليتنا المعرفية كمجتمعات، فنسعى من خلال عملنا أن نتيح ونُطوّر القدرات المؤهلة لاستقراء سرديات عنا، بلغتنا وباسمنا، تعكس مخيلتنا السياسية ورغباتنا المستقبلية كما تقرأ واقعنا بحيثياته الدقيقة وسياقاته. ونعمل على استحداث الأطر النظرية والعمليّة التي تُعبّر عن سردياتنا المتحوّلة، ويشمل هذا العمل الصحفي والإبداعي والبحثي من خلال مجموعة من المشاريع المتقاطعة كملفات الإنتاج المشترك، برامج الزمالة، تطوير وحدة للتقنية لتقديم محتوى عالي الجودة لقراء العربية، وتنظيم الحواريات، والتدريب الصحفي المهني بسبل معاصرة ونقدية.

الألبوم

كيف بدأنا؟

انطلقت فبراير كفكرة عام ٢٠١٦ بدعوة وجّهها موقع مدى مصر لمجموعة من المؤسسات والصحفيين والكتّاب ومنتجي المحتوى الإعلامي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لحضور لقاء في القاهرة بهدف التشاور وتبادل الخبرات حول عملهم، وفتح قنوات الحوار والتعلّم من تجاربهم المختلفة ولا سيما التحديات التي يواجهونها في سياقاتنا السلطويّة على نطاق تجلياتها من تدميّر للحياة وحتى التضييق والملاحقة على النشر والتواصل. لقد ألهم هذا اللقاء المجتمعين، في لحظة اختبروها كصحراوية في العمل الصحفي المستقل وقدرته على الانخراط في الشأن العام، فعاودوا الاجتماع بشكل سنوي والتشبيك فيما بينهم على مدى الأعوام في كل من بيروت وتونس وعمّان، وبشكل موازي بدأوا بالتفكير بإنتاج محتوى مشترك من خلال مشاريع متقاطعة.

اذا، فبراير هو تحالف لهيئات إعلامية وُلدت في لحظة ما بعد اشتعال ثورات التغيير والأمل في بلادنا على موجاتها المختلفة منذ عام ٢٠١١، في ذروتها، في انحسارها، على طريقها، وبعد أن أصبح للكلمة ضرورة مادية مُعاشة، كالخبز، الوقود، الماء، وأصبحت كلماتنا وأفكارنا بعد الثورات مداخل لحيوات كنا نحلم بها والآن أصبحت متاحة وإن ليست مُنالة، في الشارع، في السرّ، في الزنزانة، في قدرتنا على أن نحكي ما عشناه؛ فأفعال الكتابة والنشر في بلادنا هي أفعال حقيقة وهذه بحاجة للجماعة كي تحميها وتُصدقها أكثر فأكثر.

أين نحن اليوم؟

تسجلت فبراير كمؤسسة غير ربحية في برلين، تعمل اليوم على تعزيز وكالة الإعلام المُستقل في المنطقة العربية والشتات، فجزء من مؤسسات الشبكة يمارس عمله في بلادنا رغم تضييق الأنظمة الأمنية والسياسية عليه، ورغم الصعوبات الاقتصادية والتضييق الاجتماعي لهامش الحريات، وهناك المؤسسات التي اضطرها الواقع السياسي إلى اللجوء. ولهذا فوجودنا في برلين له أسبابه ودلالاته والتي بودنا أن نستثمرها في فهم التغييرات التي نمرّ بها وفهم مجتمعات الشتات بالذات حديثة النشأة منها والتي وصلت ما بعد الثورات العربية وشكلّت موجة جديدة بإرتباطها بفعل سياسي، وتفاعلها الوجداني مع بيئتها في المنفى والوطن، واحتياجها إلى بناء معنى ومجتمع جديدين. نحاول في فبراير أن نحوّل علاقة الشتات والوطن إلى معضلة منتجة فكريا وسياسيا، فنحرس هذا التوتر ونقتفي أثره بأشكال الإنتاج والإبداع التي بالإمكان أن تصدر منه وعنه.

  تجمعنا اليوم في فبراير وتشدنا رغبة بأن نراكم المعرفة التي أنتجت في السنوات الأخيرة على يد الكثير من الأفراد والهيئات والتجمعات، في خضم التغييرات الجذرية التي تعصف بمنطقتنا: السياسية، الاقتصادية والتكنولوجية أيضا. نودّ أن نبادر إلى مراكمة هذه المعرفة بشكل منظّم، ترجمتها، تصميمها ونشرها لتتاح بقالب جديد وذي معنى لقراء اللغة العربية والمهتمين بالمنطقة، وهي مواد بلساننا عن حالنا. فعلى اختلاف التجارب المؤسساتية وأماكن تواجدها فجميعها يحتاج إلى مراكمة إنتاجه المعرفي عبر السنين. فبراير هي ايضا ومحور التقاء التجارب وتنظيمها وهو ما تسعى الشبكة الى تقديمه لشركائها الحاليين و المستقبليين.

  تعمل فبراير من خلال هذه الرؤية التحالفيّة مدركين أن اللحظة الآنية تحمل الكثير من الصعوبات والتقلبّات، وما زال التصحّر هو الفعل الأقوى لما نعيشه كمواطنات ومواطنين من المنطقة العربية، وما زلنا نتمسك ليس فقط بضرورة العمل المشترك بل بقدرته ايضا وقبلا على أن يُغيّر، يصنع بدائل ويبني واحات أينما وقع.

كيف نفعل هذا؟

نُجرِّب في فبراير أشكال تعاونات مختلفة منها تبادل خبرات بين صحفيي ومحرري/ات المواقع المختلفة، كتابة وتحرير ملفات محتوى مشتركة كملف "خمسون عاما على حرب يونيو ١٩٦٧"  وملف "خبز".  كما تُدير الشبكة الأكاديمية البديلة للصحافة العربية وهي مدرسة تُعيد وضع الصحافة على تقاطع التخصصات المختلفة كالعلوم الاجتماعية، التاريخ، النظرية النقدية والدراسات الثقافية، وتُخرِّج الأكاديمية ٣٥ طالبا-ة من المنطقة في كل واحدة من دوراتها. تعمل الشبكة أيضا على تصميم استراتيجيات عمل على مواقع التواصل الاجتماعي والدعم المهني المتبادل بين المؤسسات وتبحث دوما عن مصادر جديدة للإلهام والإنتاج المثري. في برلين تعمل الشبكة على إنشاء مساحات عامة جديدة للحوار والتعاون من خلال تنظيم الأمسيات العامة واللقاءات الشهرية مُركزين على قضايا تكتسب قيمتها عند عبورها الحدود الوطنية والفكرية وعند تلاقيها في مواقع مستجدة.    

ممّن نتكوّن؟

تتكوّن شبكة فبراير من مجلس أعضاء ومجلس إدارة وطاقم إداري. مجلس الأعضاء مفتوح لعضوية المؤسسات والمبادرات الإعلاميّة من المنطقة العربية والشتات حيث يوجد تناغم بالخط السياسي والمهني. حاليا يتكوّن مجلس إدارتها من الأعضاء المؤسسين وهم: مدى مصر، الجمهورية، ميغافون وصوت، علما انه في اللحظة التي سيزداد عدد مجلس الأعضاء سيرتفع تدريجيا عدد مجلس الإدارة أيضا.      

المؤسّســــــــــــــــــــــــــات المُشارِكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

TOP